فى عام 1916 كان الاتراك منهمكون بامر ما فى صحراء سينا كان هناك مشروع كبير يحاول الاتراك انجازه على عجلة من امرهم لذالك كان العمل يجرى حثيثا فى تلك البقعه من صحراء سيناء ولكى نقترب من الواقع الى حد كبير فقد استعنا ببعض الصور من مكان الحدث .فى الصورة التاليه كومة من الاحجار المحروقه فى منطقة وادى السيسب بوسط سيناء وبعد التقصى من كبار السن حول هذه الكومه تبين انها اطلال فرن اقيم على عجل لصنع مادة الاسمنت وقد بقت حجراة هذا الفرن مشتعله حتى بعد رحيل الاتراك حيث تعرضت جدتى لحرق فى قدمها حينما اقتربت لتجمع بقايا من اغراض الاتراك التى تركوهها خلفهم
هنا وبجوار فرن انتاج الاسمنت كان الاتراك يقطعون الاحجار من هذا المرتفع الصخرى
وكان تقطيعهم للحجارة بطريقة مبهرة ستظل شاهدة على عظمة الامبراطوريه الاسلاميه
وبالتدقيق فى شكل الحجارة التى كانت تقطع يتضح مدى تقدم الاتراك هندسيا ومعماريا
كانت الحجارة المقطوعة تنقل على البغال والجمال لمسافات كبيرة مع كميات الاسمنت المنتجه من هذا الفرن الى حيث تنشأ عباراة السيول التى كان من المقرر ان يعبر القطار من فوقها وتعبر السيول من تحتها فعبرت السيول ولكن القطار لم يعبر بل انسكبت عبراتنا ونحن نرصد الاثار فى اسى وحسن على غدر الاعداء وجبن وعمالة الاشقاء .
كان مهندسوا البناء ماهرون الى حد بعيد يجعلك تقف حزينا مبهورا ماذا لو كتب لهذه الدوله الاسلاميه ان تبقى ليومنا هذا هل كان ممن الممكن ان تكون هناك امريكا او روسيا هل كان من الممكن ان تكون هناك دولة للكيان الصهيونى
نعم من هنا عبرت السيول لسنوات طويله ولكن القطار لم يعبر
كان الاتراك يشيدون العبارات على كل مجرى للسيول فى طريق القطار ولكن المشكله تكمن حين يعترض مرتفع جبلى طريق القطار كان على الاتراك برغم قلة الامكانيات ان يشقوا طريق القطار حتى لو ادى بهم الامر الى شق الجبال
اما اذاكان الطريق منبسطا فأن قليل من الردم يكفى لتوضع قضبان الحديد
احد ابناء الباديه لم يقف طويلا يبكى على اطلال القطار العثمانى بل قرر ان يعمل قرر ان ينجز بعض الاعمال على طريقته الخاصه فاذا كان القطار العثمانى لم يعبر فعلى السيول هى ايضا ان تتوقف عن العبور وعلى العباره ان تتحول الى مأوى حصين فى برد الشتاء القارص وظل ظليل فى ايام القيض الشديد لذالك قام هذا البدوى العبقرى ببناء احد فتحات العباره لتكون اشبه بغرفة حصينه
بدوى اخر قرر ان يقلد صاحبه لكن بشكل متطور نوعا ما قرر ان تكون عبارة الاتراك منزل متكامل من غرفتين سقف احداهما ينتمى للامبراطوريه العثمانيه والسقف الاخر من فروع الاشجار . وعاش ما عاش من السنين فى هذا المنزل ثم رحل عنه حامل معه سقفه اما السقف العثمانى فقد بقى شاهدا على مر السنين
كان القطار العثمانى ينطلق فى ربوع فلسطين
وقد وصل اخيرا الى مشارف بئر السبع
هاهم الاتراك يحتفلون بوصل أول قطار إلى بئر السبع في نهاية أكتوبر عام 1915 يتقدمه جمال باشا، وقد تم لاحقاً إتمام سكة القطار لتصل إلى سيناء لكنها فى سيناء توقفت
توقفت لانه وفى ذالك الوقت إحتل الإنجليز إحدى أهم معاقل الأتراك وهي 'العقبة' في حزيران عام 1917 بمساندة الشريف حسين موجهين غاراتهم إلى عاصمة الجنوب بئر السبع. وبالفعل وصلت القوات الانجليزيه الغاشمه واعوانهم من بعض الخونه من العرب إلى مشارف بئر السبع واحتلتها في 31-10-1917 في تمام الساعة السادسة مساءً مما أدى إلى انكسار شوكة الأتراك وانسحابهم. هكذا كانت بئر السبع أول مدينة يحتلها البريطانيون في فلسطين وانسحب الاتراك بالتلى من سيناء وتوقف العمل فى سكة القطار وتبخرت احلام البسطاء من اهل سينا من ان يستيقضوا يوما ما على صافرة القطار ..